الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
وقال عمر رضي الله عنه في هذه الآية: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن من عباد الله عبادًا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بإيمانهم عند الله تعالى، قالوا: يا رسول الله خبرنا من هم وما أعمالهم فلعلنا نحبّهم؟ قال: هم قوم تحابوا في الله على غير أرحام منهم ولا أموال يتعاطونها، والله ان وجوههم لنور وإنهم لعلى منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس ثم قرأ: {ألا إِنَّ أَوْلِيَاءَ الله لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}».قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أولياء الله قوم صفر الوجوه من السهر (عُمش) العيون من العبر خمص البطون من الخواء يبس الشفاه من الذوي.وقال ابن كيسان: هم الذين تولى الله هداهم بالبرهان الذي أتاهم وتولّوا القيام بحقّه والدعاء إليه: {لَهُمُ البشرى فِي الحياة الدنيا وَفِي الآخرة}.عن عبادة بن الصامت قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله عز وجل: {لَهُمُ البشرى فِي الحياة الدنيا وَفِي الآخرة}. قال: «هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له».وعن عطاء بن يسار عن أبي الدرداء أنه سئل عن هذه الآية: {لَهُمُ البشرى} قال: لقد سألت عن شيء ما سمعت أحدًا سأل عنه بعد أن سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما سألني عنها أحد قبلك منذ نزل الوحي، هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له وفي الآخرة الجنة».وعن يمان بن عبيد الراسبي قال: حدثنا أبو الطفيل عامر بن واثلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا نبوة بعدي إلاّ المبشرات». قيل: يا رسول الله وما المبشرات؟ قال: «الرؤيا الصالحة».محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثًا قال: والرؤيا ثلاثة: فرؤيا بشرى من الله ورؤيا من الشيء يحدث الرجل به نفسه، ورؤيا تحزين من الشيطان، والرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة. فإذا رأى أحدكم ما يكره فلا يقصّه فليقم وليصل، قال: وأحبّ القيد في النوم وأكره الغل، القيد ثبات في الدين».وقال عبادة بن الصامت: قلت: يا رسول الله الرجل يحبّه القوم لعمله ولا يعمل مثل عمله. قال صلى الله عليه وسلم: «تلك عاجل بشرى المؤمن». وقال الزهري وقتادة: هي البشارة التي يبشر بها المؤمن بالدنيا عند الموت، وقال الضحاك: هي أن المؤمن يعلم أين هو قبل أن يموت، وقال الحسن: هي ما بشرهم الله به في كتابه، جنته وكرم ثوابه لقوله تعالى: {وَبَشِّرِ الذين آمنوا} [يونس: 2]: {وَبَشِّرِ المؤمنين} [البقرة: 223]: {وَأَبْشِرُواْ بالجنة} [فصلت: 30]. وقال عطاء: لهم البشرى في الحياة الدنيا عند الموت تأتيهم الملائكة بالرحمة والبشارة من الله وتأتي أعداء الله بالغلظة والفظاظة في الآخرة ساعة خروج نفس المؤمن تعرج بها إلى الله كما تزف العروس تبشر برضوان من الله، قال الله تعالى: {الذين تَتَوَفَّاهُمُ الملائكة طَيِّبِينَ} [النحل: 32] الآية قال ابن كيسان: هي ما بشرهم الله في الدنيا بالكتاب والرسول بأنّهم أولياء الله وتبشرهم في قبورهم وفي كتابهم الذي فيه أعمالهم بالجنة.وسمعت أبا بكر محمد بن عبد الله الجوزقي يقول: رأيت أبا أحمد الحافظ في المنام راكبًا برذونًا وعليه طيلسان وعمامة فسلمت عليه وسلم عليَّ فقلت له: أيها الحاكم نحن لا نزال نذكرك ونذكر محاسنك، فعطف عليَّ وقال لي: ونحن لا نزال نذكرك ونذكر محاسنك، قال الله تعالى: {لَهُمُ البشرى فِي الحياة الدنيا وَفِي الآخرة} الثناء الحسن، وأشار بيده: {لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ الله} لا تغيير لقوله ولا خلف لوعده.روى ابن عليَّة عن أيوب عن نافع. قال: أطال الحجاج الخطبة فوضع ابن عمر رأسه في حجري. فقال الحجاج: إن ابن الزبير بدّل كتاب الله، فقعد ابن عمر فقال: لا تستطيع أنت ذلك ولا ابن الزبير: {لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ الله}. فقال الحجاج: لقد رأيت حلمًا وسكت لقد أُوتيت علمًا أن تفعل، قال أيوب: فلما أقبل عليه في خاصة نفسه سكت.{ذلك هُوَ الفوز العظيم وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ} يعني قول المشركين، تمّ الكلام هاهنا.ثم قال مبتدئًا: {إِنَّ العزة} القدرة: {للَّهِ جَمِيعًا} وهو المنتقم منهم. قال سعيد بن المسيب: أنَّ العزة لله جميعًا يعني أن الله يعز من يشاء كما قال في آية أخرى: {وَلِلَّهِ العزة وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: 8]، وعزة الرسول والمؤمنين منًّا لله فهي كلها لله قال الله: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العزة عَمَّا يَصِفُونَ} [الصافات: 180]: {هُوَ السميع العليم ألا إِنَّ للَّهِ مَن فِي السماوات وَمَنْ فِي الأرض وَمَا يَتَّبِعُ الذين يَدْعُونَ مِن دُونِ الله شُرَكَاءَ} هو ما الاستفهام يقول وأي شيء يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء يعني أنهم ليسوا على شيء، وقراءة السلمي: يدعون بالتاء أي ما تصنع شركاؤكم في الآخرة: {إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظن} يعني ظنوا أنها تشفع لهم يوم القيامة، ويقربهم إلى الله زلفى: {وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ هُوَ الذي جَعَلَ لَكُمُ اليل لِتَسْكُنُواْ} لتهدأوا وتقروا وتستريحوا: {فِيهِ والنهار مُبْصِرًا} مضيئًا يبصر فيه كقولهم: ليل نائم وسرّ كاتم وماء دافق وعيشة راضية، وقال جرير:
وقال قطرب: يقول العرب: أظلم الليل وأضاء النهار فأبصر، أي صار ذا ظلّة وضياء وبصر.{إِنَّ فِي ذلك لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} المواعظ فيعتبرون. اهـ. .قال ابن الجوزي في الآيات السابقة: قوله تعالى: {ويستنبؤنك} أي: ويستخبرونك.{أحق هو} يعنون البعث والعذاب.{قل إِي} المعنى: نعم: {وربي}، وفتح هذه الياء نافع، وأبو عمرو.وإِنما أقسم مع إِخباره تأكيدًا.وقال ابن قتيبة: {إِي} بمعنى بل ولا تأتي إِلا قبل اليمين صلة لها.قوله تعالى: {وما أنتم بمعجزين} قال ابن عباس: بسابقين.وقال الزجاج: لستم ممن يُعجز أن يجازى على كفره.قوله تعالى: {ولو أن لكل نفس ظلمت} قال ابن عباس: أشركَتْ.{ما في الأرض لافتدت به} عند نزول العذاب.{وأسرُّوا النَّدَامةَ} يعني: الرؤساء أخفوها من الأتباع.{وقُضِيَ بينهم} أي: بين الفريقين.وقال آخرون منهم أبو عبيدة والمفضل: أسرُّوا الندامة بمعنى أظهروا، لأنه ليس بيوم تَصَنُّعٍ ولا تصبُّرٍ، والإِسرار من الأضداد؛ يقال: أسررت الشيء، بمعنى: أخفيته.وأسررته: أظهرته، قال الفرزدق:يعني: أظهر.فعلى هذا القول: أظهروا الندامة عند إِحراق النار لهم، لأن النار ألهتهم عن التصنع والكتمان.وعلى الأول: كتموها قبل إِحراق النار إِياهم.قوله تعالى: {ألا إِن وعد الله حق} قال ابن عباس: ما وعد أولياءه من الثواب، وأعداءه من العقاب.{ولكن أكثرهم} يعني المشركين: {لا يعلمون}قوله تعالى: {يا أيها الناس} قال ابن عباس: يعني قريشًا.{قد جاءتكم موعظةٌ} يعني القرآن.{وشفاءٌ لما في الصدور} أي: دواء لداء الجهل.{وهدىً} أي: بيان من الضلالة.قوله تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته} فيه ثمانية أقوال:أحدها: أن فضل الله: الإِسلام، ورحمته: القرآن، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال قتادة، وهلال بن يساف.وروي عن الحسن، ومجاهد في بعض الرواية عنهما، وهو اختيار ابن قتيبة.والثاني: أن فضل الله: القرآن، ورحمته: أن جعلهم من أهل القرآن، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال أبو سعيد الخدري، والحسن في رواية.والثالث: أن فضل الله: العلم، ورحمته: محمد صلى الله عليه وسلم، رواه الضحاك عن ابن عباس.والرابع: أن فضل الله: الإِسلام، ورحمته: تزيينه في القلوب، قاله ابن عمر.والخامس: أن فضل الله: القرآن، ورحمته: الإِسلام، قاله الضحاك، وزيد بن أسلم، وابنه، ومقاتل.والسادس: أن فضل الله ورحمته: القرآن، رواه ابن أبي نجيح عن مجاهد، واختاره الزجاج.والسابع: أن فضل الله: القرآن، ورحمته: السُّنَّة، قاله خالد بن معدان.والثامن: فضل الله، التوفيق، ورحمته: العصمة، قاله ابن عيينة.قوله تعالى: {فبذلك فليفرحوا} وقرأ أُبَيُّ بن كعب، وأبو مجلز، وقتادة، وأبو العالية، ورويس عن يعقوب: {فلتفرحوا} بالتاء.وقرأ الحسن ومعاذ القارئ وأبو المتوكل مثل ذلك، إِلا أنهم كسروا اللام.وقرأ ابن مسعود وأبو عمران: {فبذلك فافرحوا}.قال ابن عباس: بذلك الفضل والرحمة.{هو خير مما يجمعون} أي: مما يجمع الكفار من الأموال.وقرأ أبو جعفر، وابن عامر، ورويس: {تجمعون} بالتاء.وحكى ابن الأنباري أن الباء في قوله: {بفضل الله} خبر لاسم مضمر، تأويله: هذا الشفاء وهذه الموعظة بفضل الله ورحمته، فبذلك التطوّل من الله فليفرحوا.قوله تعالى: {قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق} قال المفسرون: هذا خطاب لكفار قريش، كانوا يحرِّمون ما شاؤوا، ويُحلُّون ما شاؤوا.و: {أنزل} بمعنى خلق.وقد شرحنا بعض مذاهبهم فيما كانوا يفعلون من البحيرة والسائبة وغير ذلك في [المائدة: 103] و[الأنعام: 139].قوله تعالى: {قل آلله أذن لكم} أي: في هذا التحليل والتحريم.قوله تعالى: {وما ظن الذين يفترون على الله الكذب} في الكلام محذوف، تقديره: ما ظنهم أن الله فاعل بهم يوم القيامة بكذبهم،: {إن الله لذو فضل على الناس} حين لم يعجِّل عليهم بالعقوبة: {ولكن أكثرهم لا يشكرون} تأخير العذاب عنهم.قوله تعالى: {وما تكون في شأن} أي: في عمل من الأعمال، وجمعه: شؤون.{وما تتلو منه} في هاء الكناية قولان:أحدهما: أنها تعود إِلى الشأن.قال الزجاج: معنى الآية: أي وقت تكون في شأن من عبادة الله، وما تلوت من الشأن من قرآن.والثاني: أنها تعود إِلى الله تعالى، فالمعنى: وما تلوت مِنَ الله، أي: من نازل منه من قرآن، ذكره جماعة من العلماء.والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وأمته داخلون فيه، بدليل قوله: {ولا تعملون من عمل} قال ابن الأنباري: جمع في هذا، ليدل على أنهم داخلون في الفعلين الأوَّلين.قوله تعالى: {إِذ تُفيضون فيه} الهاء عائدة على العمل.قال ابن قتيبة: تفيضون بمعنى تأخذون فيه.وقال الزجاج: تنتشرون فيه، يقال: أفاض القوم في الحديث: إِذا انتشروا فيه وخاضوا.{وما يعزب} معناه: وما يبعد.وقال ابن قتيبة: ما يبعد ولا يغيب.وقرأ الكسائي: {يعزِب} بكسر الزاي هاهنا وفي [سبأ: 3].وقد بيّنا {مثقال ذرة} في سورة [النساء: 40].قوله تعالى: {ولا أصغر من ذلك ولا أكبر} قرأ الجمهور بفتح الراء فيهما.وقرأ حمزة، وخلف، ويعقوب، برفع الراء فيهما.قال الزجاج: مَنْ قرأ بالفتح، فالمعنى: وما يعزب عن ربك من مثقال ذرَّةٍ، ولا مثقالَ أصغرَ من ذلك ولا أكبر، والموضع موضع خفض، إِلا أنه فُتح لأنه لا ينصرف.ومن رفع، فالمعنى: وما يعزب عن ربك مثقال ذرة ولا أصغر ولا أكبر.ويجوز رفعه على الابتداء، فيكون المعنى: ولا أصغر من ذلك ولا أكبر،: {إِلا في كتاب مبين} قال ابن عباس: هو اللوح المحفوظ.قوله تعالى: {ألا إِن أولياء الله} روى ابن عباس أن رجلًا قال: يا رسول الله، مَن أولياء الله؟ قال: «الذين إِذا رُؤوا ذُكر الله» وروى عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّ من عباد الله لأناسًا ماهم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله عز وجل». قالوا: يا رسول الله، مَنْ هم، وما أعمالهم لعلنا نحبُّهم؟ قال «هم قوم تحابّوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطَونها، فوالله إِن وجوههم لنور، وإِنهم لعلى منابر من نور، لا يخافون إِذا خاف الناس»، ثم قرأ: {ألا إِن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.قوله تعالى: {لهم البشرى في الحياة الدنيا} فيها ثلاثة أقوال:أحدها: أنها الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح، أو تُرى له، رواه عبادة ابن الصامت، وأبو الدرداء، وجابر بن عبد الله، وأبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.والثاني: أنها بشارة الملائكة لهم عند الموت، قاله الضحاك، وقتادة، والزهري.والثالث: أنها ما بشر الله به في كتابه من جنته وثوابه، كقوله: {وبشر الذين آمنوا} [البقرة 25]،: {وأبشروا بالجنة} [فصلت 30]،: {يبشِّرهم ربُّهم} [التوبة 21]، وهذا قول الحسن، واختاره الفراء، والزجاج، واستدلا بقوله: {لا تبديل لكلمات الله}. قال ابن عباس: لا خُلف لمواعيده، وذلك أن مواعيده بكلماته، فإذا لم تبدَّل الكلمات، لم تبدَّل المواعيد. فأما بشراهم في الآخرة، ففيها ثلاثة أقوال:أحدها: أنها الجنة، رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، واختارة ابن قتيبة.والثاني: أنه عند خروج الروح تبشَّر برضوان الله، قاله ابن عباس.والثالث: أنها عند الخروج من قبورهم، قاله مقاتل.قوله تعالى: {ولا يحزنك قولهم} قال ابن عباس: تكذيبهم.وقال غيره: تظاهرهم عليك بالعداوة وإِنكارهم وأذاهم.وتم الكلام هاهنا.ثم ابتدأ فقال: {إِنَّ العزَّة لله جميعًا} أي: الغلبة له، فهو ناصرك وناصر دينك،: {هو السميع} لقولهم: {العليم} بإضمارهم، فيجازيهم على ذلك.قوله تعالى: {ألا إن لله من في السموات ومن في الأرض} قال الزجاج: {ألا} افتتاح كلام وتنبيه، أي: فالذي هم له، يفعل فيهم وبهم ما يشاء.قوله تعالى: {وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء} أي: ما يتبعون شركاء على الحقيقة، لأنهم يعدُّونها شركاء لله شفعاء لهم، وليست على ما يظنون.{إِن يتبعون إِلا الظن} في ذلك: {وإِن هم إِلا يخرصون} قال ابن عباس: يكذبون.وقال ابن قتيبة: يحدسون ويحزرون.قوله تعالى: {هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه} المعنى: إِن ربكم الذي يجب أن تعتقدوا ربوبيته، هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه، فيزول تعب النهار وكلاله بالسكون في الليل، وجعل النهار مبصرًا، أي: مضيئًا تبصرون فيه.وإِنما أضاف الإِبصار إِليه، لأنه قد فهم السامع المقصود، إِذ النهار لا يبصر، وإِنما هو ظرف يفعل فيه غيره، كقوله: {عيشة راضية} [الحاقة: 21]، إِنما هي مرضية، وهذا كما يقال: ليل نائم، قال جرير: قوله تعالى: {إِن في ذلك لآيات لقوم يسمعون} سماع اعتبار، فيعلمون أنه لا يقدر على ذلك إِلا الإِله القادر. اهـ.
|